سلسلة شرح بعض أحاديث رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 124 نقاط : 28246 تاريخ التسجيل : 25/08/2009 العمر : 36 الموقع : www.orangeg.fr.gd
موضوع: سلسلة شرح بعض أحاديث رسول الله " صلى الله عليه وسلم " الأربعاء سبتمبر 02, 2009 2:07 pm
(((( شرح بعض أحاديث رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ))))
كلنا يعرف أهمية السنة النبوية الشريفة في فهم أمور الدين الإسلامي فتعالوا معا نتعرف على معناها اللغوي ومعناها الديني ثم اسمحوا لي بتقديم شرح لبعض أحاديث رسول الله " صلى الله عليه وسلم " أتمنى أن يفيد الجميع
# معنى السنة في اللغة :
السنة هي الطريقة أو السيرة حميدة أو ذميمة وهي مأخوذة من كلمة سنن والسنن هي النهج أو الطريق
# المقصود بسنة رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :
هي أقواله " صلى الله عليه وسلم " وأفعاله وتقريراته وصفاته الخلقية وكذلك سيرته " صلى الله عليه وسلم " ويظن بعض الناس أن الحديث النبوي الشريف وحده هو السنة ولكن الحقيقة أنه قسم واحد من أقسامها
فهيا معا إلى الحديث الأول :
عن عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال : " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا " رواه البخاري
# لغويات الحديث الشريف :
البر : اسم جامع لكل الخيرات والطاعات صديقا : الصديق صيغة مبالغة من الصدق فالصديق هو الذي يصدق باستمرار فحديثه كله صدق الفجور : مضاد البر ويطلق على الميل إلى الفساد وطريق المعاصي فهو اسم جامع للشرور كذابا : الكذاب صيغة مبالغة من الكذب فالكذاب هو الذي يكذب باستمرار وبكثرة
# دلالة كلمات وحروف الحديث الشريف :
إنّ : بدأ بها الحديث للتأكيد على ما جاء فيه فإنّ تفيد التوكيد الفرق بين الكذب وتحري الكذب : هناك فرق بين الإنسان الذي يكذب في موقف من المواقف وبين من يتحرى الكذب ويعد له وينسج حكايات من خياله ليوهم مستمعيه بصدق حديثه يهدي : المقصود بكلمة يهدي هنا يوصل فالصدق طريق يصل به المسلم للجنة صيغة المبالغة : جاءت كلمات " صديقا – كذابا " في صورة صيغة المبالغة للتأكيد على أن من يصدق كثيرا يصل للجنة ومن يكذب كثيرا يصل للنار أما كلمات " صادق – كاذب " فهي اسم فاعل لمن يفعل الشيء ولو مرة واحدة كلمة يكتب : تؤكد على أن كل ما يفعله الإنسان مكتوب في لوح محفوظ وهو ما جاء في سورة " يس " " التضاد بين الصدق والكذب وبين صديقا وكذابا وبين الجنة والنار وبين البر والفجور : يبرز معني الحديث ويوضحه
معنى الحديث الشريف :
يؤكد لنا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " على أن الصدق في الأقوال والأفعال وفي كل ما يصدر عن الإنسان خلق يجب أن يتحلى به المسلم دوما فهو يهدي صاحبه ويشرح صدره لسائر الطاعات فيصل به للجنة في الآخرة بالمداومة على خلق الصدق وباجتهاد المسلم في تحري الصدق في كل شيء فمن يصدق دوما يكتب عند الله صديقا ويستشعر الناس الوثوق به ويطمئنون إليه فيشعر هو أيضا بطمأنينة النفس على عكس الكذب تماما فالكذب يوجه صاحبه إلى الفساد والمعاصي والشر ويصل به للنار في الآخرة ولا يطمئن الناس للكذاب أبدا فلا يشعر براحة النفس ويجب ألا يستهين المسلم بالقليل من الكذب لأنه يصبح مع الوقت عادة لا تفارقه
عن عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : " ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذئ " رواه الترمذي والحاكم
# لغويات الحديث الشريف :
طعّان : الطعّان هو العياب للناس الذي يكثر من وصفهم بالعيب ويذمهم ويغتابهم ( يذم الآخرين في وجودهم وفي غيابهم ) لعّان : اللعّان هو الذي يكثر من اللعن والسب للناس والدعاء عليهم فاحش : فاعل الفحش أو قائله وشاتم الناس شتما قبيحا يقبح ذكره بذئ : لا حياء له و " البذاء " هو الفحش في القول
# دلالة كلمات وحروف الحديث الشريف :
ليس : جاءت لتنفي صفة الإيمان الحقيقي عما ذكر من صفات سيئة مذمومة حرف الباء في كلمة " بطعان " : حرف جر زائد جاء للتأكيد على عدم وجود الصفات السيئة بالمؤمن الحق فهو حرف للتوكيد تكرار حرف " لا " في الحديث : توكيد لفظي تكرار حرف العطف " الواو " : يدل على تعدد النقائص المتعلقة بالقول والفعل والتي يجب ألا يتصف بها المؤمن جاءت كلمات " طعان ولعان على صورة صيغة المبالغة التي تلد على كثرة حدوث الفعل لتوضح أن من يفعل ذلك بكثرة ليس بمؤمن أما كلمة " فاحش " فجاءت على صورة اسم الفاعل لتوضح أن المؤمن لا يجب أن يرتكب فحشا في قوله وفعله ولو مرة واحدة ومن يفعل فعليه بالاستغفار والتوبة
# معنى الحديث الشريف :
يؤكد لنا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " أن المؤمن الذي يسعى دوما لرضا الله عز وجل لا يجب أن يتصف بالرذائل ولا بالصفات السيئة التي تسئ إلى غيره بل يجب أن يتصف بالفضائل والأخلاق الحميدة التي من شأنها أن تجعله محبوبا بين الناس يقدرهم ويقدرونه وفي هذا الحديث ينفي " صلى الله عليه وسلم " بعض الرذائل عن المؤمن الحق وهو : الطعن واللعن والفحش والبذاءة وهي نقائص متعلقة بالقول والفعل فهي تسئ لنفس المؤمن وتسئ لغيره وتغضب الله تعالى فعلى كل مؤمن الالتزام بالكلمة الطيبة والبعد عن الكلمة الخبيثة لما للكلمة من آثار نفسية على مستمعيها وقد
قال الله تعالى : " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " (26،25،24)سورة ابراهيم
سلسلة شرح بعض أحاديث رسول الله " صلى الله عليه وسلم "