بحاجة لتوفير 100 مليون وظيفة
احتفظت المنطقة العربية بأعلى معدلات نسب البطالة بين الشباب على مستوى العالم بنسبة فاقت الـ 25%، ما دفع منظمة العمل العربية لوصف الوضع الحالي للبطالة في المنطقة بأنه الأسوأ بين جميع مناطق العالم من دون منازع وأنه في طريقه لتجاوز كل الخطوط الحمراء.
وعلى الرغم من قيام عدد من الدول العربية بضخ المليارات في مشاريع إنمائية للحد من تنامي معدلات البطالة إلا أن تعقيدات التعليم وتنظيم أسواق العمل العربية مازالت تشكل عقبة أساسية تحول دون أن تنجح تلك الحكومات في تحقيق أهدافها في الوقت المناسب ضمن برامج التنمية التي تعدها, وقد ذهب عدد من المسئولين إلى حد القول بأن دولهم "تخوض معارك خاسرة" في هذا السياق.
وفي هذا الصدد يشير تقرير حديث نشرته شبكة الـ "سي أن أن" الإخبارية على موقعها الالكتروني أن مشكلة البطالة تزداد تعقيدا في المنطقة العربية ، مشيرة إلى أنه في حاجة إلى ما يقارب من 100 مليون وظيفة سنويا بحلول 2020 لاستيعاب تزايد الأيدي العاملة، بينما معدل النمو الاقتصادي لا يتجاوز الـ 3.5%.
ويقول بعض الخبراء في تجربة الأردن مثلا، إن هناك فارقا كبيرا بين ما تم تعلمه في المدارس وبين ما تتطلبه أسواق العمل.
ويشرح هشام رواشدة، مديرة مركز التشغيل الوطني، قائلا: "غالبا ما يفتقد المتخرجون الجدد للمهارات المطلوبة للتوظيف، وبخاصة على المستوى التطبيقي".
أما مروان المعشر، النائب الأول لرئيس البنك الدولي للشؤون الخارجية فيقول: "التحدي الأكبر لا يتمثل في الأزمة المالية العالمية الراهنة، بل بمعالجة مشاكل الشباب، لدينا منطقة 70% من شعوبها دون 30 سنة وهم يدخلون سوق العمل دون امتلاك المهارات المطلوبة".
ورغم أن دولا مثل قطر فتحت مراكز تعليمية متقدمة، فإن الحاجة تبقى فيها قائمة إلى مؤسسات للتدريب المهني في قطاعات الصناعة والصحة.
ويشكك مسئولون في قطاعات العمل بالدول العربية في نجاح مشاريع التدريب والتعليم الحديث، مشددين على أن سرعة التزايد السكاني تكفي لإفشال أي خطة مستقبلية لمعالجة مشاكل التوظيف وأن الحكومات تخوض معركة خاسرة.
وكان تقرير منظمة العمال العربية قد أشار إلى أن أبرز خصائص البطالة فى البلدان العربية تدني المستويات التعليمية للعاطلين عن العمل بجانب انتشارها بين الشباب وضعف الخبرة المهنية المتوفرة لدى العاطلين عن العمل وغياب التدريب المهني الموجه لسوق العمل بالإضافة إلى غياب التخطيط وارتفاع نسبة الإناث العاطلات عن العمل.